سورة النازعات - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النازعات)


        


{فَحَشَرَ فَنَادَى (23)}
{فَحَشَرَ} أي فجمع السحرة لقوله تعالى فأرسل فرعون في المدائن حاشرين وقوله سبحانه: {فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى} [طه: 60] أي بما يكاد به من السحرة وآلاتهم وقيل جمع جنوده وجوز أن يراد جمع أهل مملكته {فنادى} في المجمع نفسه أو بواسطة المنادي وأيد الأول بقوله تعالى:


{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)}
{فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الاعلى} وعلى الثاني فيه تقدير أي فقال يقول فرعون أنا ربكم إلخ مع ما في الثاني من التجوز وفي بعض الآثار أنه قام فيهم خطيبًا فقال تلك العظيمة وأراد اللعين تفضيل نفسه على كل من يلي أمورهم.


{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25)}
{فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الاخرة والاولى} النكال عنى التنكيل كالسلام عنى التسليم وهو التعذيب الذي ينكل من رآه أو سمعه ويمنعه من تعاطي ما يفضي إليه وهو نصب على أنه مصدر مؤكد ك {وعد الله} [النساء: 122] و{صبغة الله} [البقرة: 138] كأنه قيل نكل الله تعالى به نكال الآخرة والأولى وهو الإحراق في الآخرة والإغراق والإذلال في الدنيا وجوز أن يكون نصبًا على أنه مفعول مطلق لأخذ أي أخذه الله تعالى أخذ نكال الآخرة إلخ وأن يكون مفعولًا له أي أخذه لأجل نكال إلخ وأن يكون نصبًا بنزع الخافض أي أخذه بنكال الآخرة والأولى وإضافته إلى الدارين باعتبار وقوع نفس الأخذ فيهما لا باعتبار أن ما فيه من معنى المنع يكون فيهما فإن ذلك لا يتصور في الآخرة بل في الدنيا فإن العقوبة الأخروية تنكل من سمعها وتمنعه من تعاطي ما يؤدي إليها فيها وأن يكون في تأويل المشتق حالًا وإضافته على معنى في أي منكلًا لمن رآه أو سمع به في الآخرة والأولى وجوز أن تكون الإضافة عليه لامية وحمل الآخرة والأولى على الدارين هو الظاهر وروي عن الحسن وابن زيد وغيرهما وعن ابن عباس وعكرمة والضحاك والشعبي أن الآخرة قولته: أنا ربكم الأعلى والأولى قولته ما علمت لكم من إله غيري وقيل بالعكس فهما كلمتان وكان بينهما على ما قالوا أربعون سنة وقال أبو رزين الأولى حالة كفره وعصيانه والآخرة قولته {أَنَاْ رَبُّكُمُ الاعلى} [النازعات: 24] وعن مجاهد أنهما عبارتان عن أول معاصيه وآخرها أي نكل بالجميع والإضافة على جميع ذلك من إضافة المسبب إلى السبب ومآل من يقول بقبول إيمان فرعون إلى هذه الأقوال وجعل ذلك النكال الإغراق في الدنيا وقد قدمنا الكلام في هذا المقام.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10